فصل: سورة الزّخرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.سورة الزّخرف:

آياتها 89 آية.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرحيم.

.إعراب الآيات (1- 5):

{حم (1) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ (5)}.
الإعراب:
الواو واو القسم (الكتاب) مجرور بالواو متعلّق بفعل محذوف تقديره أقسم (قرآنا) مفعول به ثان منصوب.
جملة: أقسم (بالكتاب) لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: (إنّا جعلناه) لا محلّ لها جواب القسم.
وجملة: (جعلناه) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (لعلّكم تعقلون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تعقلون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
4- الواو عاطفة (في أم) متعلّق ب (عليّ)، (لدينا) ظرف مبنيّ على السكون في محلّ نصب متعلّق ب (عليّ) اللام المزحلقة للتوكيد.
وجملة: (إنّه لعليّ) لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
5- الهمزة للاستفهام الإنكاريّ الفاء عاطفة (عنكم) متعلّق ب (نضرب) بتضمينه معنى نمسك أو نعرض (صفحا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو ملاقيه في المعنى، (أن) حرف مصدريّ..
والمصدر المؤوّل (أن كنتم قوما..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (نضرب) أي لأن كنتم...
الصرف:
(صفحا)، مصدر صفح الثلاثيّ وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة:
1- فن التناسب: في قوله تعالى: (وَالْكِتابِ الْمُبِينِ: إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) في هذه الآية الكريمة أقسم اللّه تعالى بالقرآن، وإنما يقسم بعظيم، ثم جعل المقسم عليه تعظيم القرآن بأنه قرآن عربي مرجو به أن يعقل به العالمون، أي: يتعقلوا آيات اللّه تعالى، فكان جواب القسم مصححا للقسم.
وهذا ما يسمى بفن التناسب، فقد حصل التناسب بين القسم والمقسم به، لأنهما شيء واحد.
2- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ).
فقد استعار لفظ الأم للأصل، وهو اللوح المحفوظ، ذلك هو المشبه المحذوف.
وهذه الاستعارة من أجل تمثيل ما ليس بمرئي حتّى يصير مرئيا والإفادة من هذه الاستعارة هي الظهور، لأن الأم أظهر للحس من الأصل.
3- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى: (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ).
أي أفننحيه ونبعده عنكم، على سبيل الاستعارة التمثيلية، من قولهم (ضرب الغرائب عن الحوض)، حيث شبه حال الذكر وتنحيته، بحال غرائب الإبل وذودها عن الحوض إذا دخلت مع غيرها عند الورود، ثم استعمل ما كان في تلك القصة هاهنا، ومنه قول الحجاج: لأضربنكم ضرب غرائب الإبل.

.إعراب الآيات (6- 8):

{وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (7) فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (كم) خبريّة اسم كناية في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من نبيّ) تمييز كم (في الأوّلين) متعلّق ب (أرسلنا).
جملة: (أرسلنا) لا محلّ لها استئنافيّة.
7- الواو عاطفة (ما) نافية (نبيّ) مجرور لفظا بمن مرفوع محلّا فاعل يأتيهم (إلّا) للحصر (به) متعلّق ب (يستهزئ).
وجملة: (ما يأتيهم من نبيّ) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (كانوا به يستهزئون) في محلّ نصب حال.
وجملة: (يستهزئون) في محلّ نصب خبر كانوا.
8- الفاء عاطفة (أشدّ) مفعول أهلكنا، وهو أصلا نعت لمنعوت مقدّر أي قوما أشدّ (منهم) متعلّق ب (أشدّ)، (بطشا) تمييز منصوب الواو استئنافيّة...
وجملة: (أهلكنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يأتيهم.
وجملة: (مضى مثل) لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(بطشا)، مصدر سماعيّ للثلاثيّ بطش باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
(مضى)، فيه إعلال بالقلب أصله مضي- بياء في آخره- تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا.
الفوائد:
- كم الاستفهامية وكم الخبرية...
1- (كم) الاستفهامية يطلب بها تعيين العدد، ومميزها منصوب دائما، مثل: (كم كتابا قرأت)؟ إلا إذا اقترنت بحرف جر فإن مميزها يجر، مثل: (بكم ليرة اشتريت الكتاب)؟
2- كم الخبرية تفيد الإخبار والتكثير، ومميزها مجرور بالإضافة مثل: (كم فارس تبارز في الميدان). كما يأتي مميزها مجرورا بمن، مثل: (كم من شهيد سقط دفاعا عن الكرامة) والمعنى كثير من الشهداء سقطوا دفاعا عن الكرامة.
3- تعرب كم الاستفهامية وكم لخبرية حسب ما بعدها من الكلام.
أ- تعربان في محلّ رفع مبتدأ إذا وليهما اسم مثل:
كم فارسا في الميدان؟ كم بطل في الساحة! وفي قولنا كم مالك؟ يجوز في (كم) أن تكون مبتدأ أو أن تكون خبرا مقدما.
وكذلك إذا وليهما فعل لازم تعربان مبتدأ مثل:
كم رجلا جاء للمشاركة في الاحتفال؟ ** كم شهيد سار على درب النضال!

وكذلك إذا وليهما فعل متعد استوفى مفعوله، تعربان مبتدأ. كم كتابا قرأته؟
كم صديق زرته للّه! ب- وتعربان في محلّ نصب مفعولا به، إذا وليهما فعل متعد لم يستوف مفعوله: (كم كتابا قرأت؟ كم صديق زرت اللّه).
ج- وتعربان في محلّ نصب على الظرفية الزمانية أو المكانية، إذا وليهما ظرف زمان أو مكان، شريطة ألا يطلب الفعل مفعولا به..
كم ساعة سرت في الطريق؟ كم ميل مشيت إليك!
د- وتعربان في محلّ نصب مفعولا مطلقا، إذا وليهما مصدر من لفظ الفعل:
كم ضربة ضربت العدو؟ كم طعنة طعنها العدو! ج- وتعرب كم الاستفهامية خبرا للفعل الناقص إذا وليها: كم أصبح أولادك؟ كم كان مالك؟
ملاحظة هامة:
1- يمكن حذف مميّز كم الاستفهامية والخبرية، إذا فهم من السياق: كم صمت، أي كم يوما صمت. كم مشينا على الخطوب كراما، أي كم مشية مشينا.
2- مميز كم الاستفهامية يعرب تمييزا منصوبا، ومميز كم الخبرية يعرب مضافا إليه.

.إعراب الآيات (9- 14):

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10) وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً كَذلِكَ تُخْرَجُونَ (11) وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ (14)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة اللام موطّئة للقسم (سألتهم) ماض في محلّ جزم فعل الشرط (من) اسم استفهام مبتدأ خبره جملة خلق اللام لام القسم (يقولّن) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون- وقد حذفت لتوالي الأمثال- والواو لالتقاء الساكنين فاعل والنون للتوكيد (العليم) نعت للعزيز مرفوع.
جملة: (سألتهم) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (من خلق السموات) في محلّ نصب مفعول السؤال المعلّق بالاستفهام بتقدير الجارّ.
وجملة: (يقولّن) لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة: (خلقهنّ العزيز) في محلّ نصب مقول القول.
10- (الذي) موصول في محلّ رفع نعت ثان للعزيز (لكم) متعلّق بحال من المفعول به الثاني مهدا، (لكم) الثاني متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (فيها) متعلّق بالمفعول الثاني- أو ب (جعل)..
وجملة: (جعل) الأولى لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (جعل) الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل (الأولى).
وجملة: (لعلّكم تهتدون) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (تهتدون) في محلّ رفع خبر لعلّ.
11- الواو عاطفة (الذي) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأولى (من السماء) متعلّق ب (نزّل)، (بقدر) متعلّق بنعت ل (ماء)، الفاء عاطفة (به) متعلّق ب (أنشرنا)، (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله (تخرجون).. والواو فيه نائب الفاعل.
وجملة: (نزّل) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
وجملة: (أنشرنا) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة وفيها التفات.
وجملة: (تخرجون) لا محلّ لها اعتراضيّة.
12- الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (الذي) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول (كلّها) توكيد معنويّ ل (الأزواج) منصوب مثله (لكم) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (من الفلك) متعلّق بحال من (ما) المفعول الأول..
وجملة: (خلق) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث.
وجملة: (جعل) لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
وجملة: (تركبون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
13- اللام لام العاقبة أو الصيرورة (تستووا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (على ظهوره) متعلّق ب (تستووا)، (تذكروا) مضارع منصوب معطوف على (تستووا)، (إذا) ظرف للمستقبل مجرّد من الشرط متعلّق ب (تذكروا) (عليه) متعلّق ب (استويتم)، الواو عاطفة (تقولوا) مضارع منصوب معطوف على (تذكروا)، (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (الذي) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (لنا) متعلّق ب (سخّر)، الواو حاليّة (ما) نافية (له) متعلّق بالخبر (مقرنين).
والمصدر المؤوّل (أن تستووا...) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل).
وجملة: (تستووا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (تذكروا) لا محلّ لها معطوفة على جملة تستووا.
وجملة: (استويتم) في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: (تقولوا) لا محلّ لها معطوفة على جملة تذكروا.
وجملة: نسبّح (سبحان) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (سخّر) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (ما كنّا له مقرنين) في محلّ نصب حال.
(إلى ربّنا) متعلّق ب (منقلبون)، اللام المزحلقة للتوكيد.
وجملة: (إنّا لمنقلبون) في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
الصرف:
(13) مقرنين: جمع مقرن، اسم فاعل من (أقرنه) أي أطاقه، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
البلاغة:
1- فن الحذف: في قوله تعالى: (لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ).
حيث حذف الموصوف، وهو اللّه سبحانه تعالى، وأقام صفاته مقامه، لأن الكلام مجزأ، فبعضه من قولهم، وبعضه من قول اللّه تعالى. فالذي هو من قولهم (خلقهن)، وما بعده من قول اللّه عز وجل. وأصل الكلام أنهم قالوا: خلقهن اللّه، ويدل عليه قوله في الآية الأخرى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) ثم لما قالوا: خلقهن اللّه، وصف ذاته بهذه الصفات ولما سيق الكلام كله سياقه، حذف الموصوف من كلامهم، وأقيمت الصفات المذكورة من كلام اللّه تعالى مقامه، كأنه كلام واحد. ونظير هذا أن تقول للرجل: من أكرمك من القوم؟ فيقول: أكرمني زيد، فتقول أنت واصفا المذكور: الكريم الجواد الذي صفته كذا وكذا.
2- الالتفات: في قوله تعالى: (فَأَنْشَرْنا).
حيث وقع الانتقال من كلامهم إلى كلام اللّه عز وجل، فجاء أوله على لفظ الغيبة، وآخره على الانتقال منها إلى التكلم، في قوله: (فأنشرنا). ومن هذا النمط قوله تعالى، حكاية عن موسى: (قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلًا وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى)، فجاء أول الكلام حكاية عن موسى إلى قوله: (ولا ينسى)، ثم وقع الانتقال من كلام موسى إلى كلام اللّه تعالى، فوصف ذاته أوصافا متصلة بكلام موسى حتّى كأنه كلام واحد. وابتدأ في ذكر صفاته على لفظ الغيبة إلى قوله: (فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى).
3- سرّ الحال: في قوله تعالى: (وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ).
فكم من راكب دابة عثرت به، أو شمست، أو تقحمت، أو طاح من ظهرها فهلك وكم من راكبين في سفينة انكسرت بهم فغرقوا، فلما كان الركوب مباشرة أمر مخطر، واتصالا بسبب من أسباب التلف كان من حق الراكب، وقد اتصل بسبب من أسباب التلف، أن لا ينسى عند اتصاله به شؤمه، وأنه هالك لا محالة، فمنقلب إلى اللّه غير منفلت من قضائه، ولا يدع ذكر ذلك بقلبه ولسانه، حتى يكون مستعدا للقاء اللّه بإصلاحه من نفسه.